نبذة عن الكتاب

تُعد “المأدبة” المحاورة الأكثرة شهرة وتأثيرًا لأفلاطون، التي ألّفها حوالي عام ٣٨٠ ق.م. والتي تضم خُطب الثناء على رمز الحب العظيم إيروس, وعلى سقراط.
في هذه المحاورة، يُمثّل إيروس تلك الرغبة التي توجّه الناس إلى التفكّر في الجمال الإلهي نفسه بدلًا من التفكر في المظهر الجمالي الحسّي.
يهدف هذا الكتاب إلى تحقيق هدفين رئيسيين يتجاوزان مجرد توضيح الخطابات الملقاة أثناء “المأدبة”: أولًا، يهدف إلى تنمية فهم القارئ للطابع الديناميكي الفعلي للفكر الفلسفي الذي نادى به أفلاطون، أي “الدراما الروحية” كما أسماه رومانو غوارديني، يرفض فكر أفلاطون أي محاولة لتبسيطها، فلا يمكن إدراك عمقها إلا من خلال المشاركة الحوارية الوجودية. بمعنى آخر، بالنسبة لأفلاطون، فإن المعرفة الفلسفية ليست قابلة للتعريف، بل هي – كما كتب أفلاطون في رسالته السابعة – تشتعل في الروح فجأة ” مثل ضوء يولد فجأة من خلال شرارة متطايرة.”