نبذة عن الكتاب

“أمسكت بجهاز التحكم في يدها، وأخذت تقلب في قنوات التلفاز ذهابًا وإيابًا في ملل وزهق، حتى تركته على إحدى القنوات الدينية التي كانت تعرض لقاءً بين مذيع وشيخ مُعمَّم وقور، لتستمع إلى نفس الكلام المكرر التي باتت تسمعه بصفة يومية تقريبًا، وضعت جهاز التحكم جانبًا، وأمسكت بحقيبة الدواء التي لا تفارقها أبدًا لكثرة الأدوية التي تتناولها يوميًّا وعلى مدار اليوم، أخرجت حبة دواء وتناولتها مع كوب ماء موضوع أمامها على المنضدة الصغيرة، وأخذت تتأمل الشاشة بعقل شارد، كانت تعيش في منزلها، مع زوجها وأولادها، ولكن كان السكون هو الصفة الفاعلة في المنزل، فالزوج صباحًا في العمل وخارج المنزل ليلًا، بينما تقبع ابنتاها في غرفتهما مشغولتين بهاتفيهما، والبنت الثالثة خارج البلاد مع زوجها، وعلى الرغم من عدم خلو المنزل، وعلى الرغم من وجود أشخاص في حياتها، وفي محيطها، فإنها دائمًا تشعر بالوحدة والفراغ.