نبذة عن الكتاب
“إنّ مشكلة الطبيعة البشرية هي مهمة كبيرة كان حلّها هدفنا منذ زمن سحيق. إنّ موقفنا تجاه أخونا الإنسان يعتمد على فهمنا له؛ لذلك يمكن للبشر أن يعيشوا معًا بطريقة أسهل إذا كانتْ معرفتهم للطبيعة البشرية مُرضية أكثر. وتثبتُ فحوصنا للأمراض العصبية أنّ الشذوذ والعقد النفسية لا تختلف جوهريًا عن سلوك الأفراد الطبيعيين، وأنّ ما يحدد بنية الحياة النفسية ينشأ منذ الأيام الأولى للطفولة. فعندما نستمع إلى ذكريات طفولة المريض ونعرف كيف نفسرها فسنعرف بدقة نمط شخصيته الحالية.
التعليم سواء في الأسرة أو في المدرسة يحدد أيضًا بنية الحياة النفسية للفرد، لكن يقترف التعليم أخطر الأخطاء النفسية بزرعه في الأطفال الفكرة الخاطئة بأنّ عليهم التفوق على الجميع. إنّ أكبر مساوئ التعليم المتسلط هو أنّه يعطي الطفل مثلًا أعلى للسلطة، فينشأ كل طفل طامعًا بالهيمنة والملذات المرتبطة بها. فالتعليم ليس مهيأ لتطوير الأفراد القيمين في المجتمع الإنساني الذي نرغب به.
إنّ هدف التفوق لدى الفرد يؤدي على ظهور سمات شخصية معينة، وهذه السمات ليستْ وراثية أبدًا بل تتطور بحسب التأثيرات الخارجية والشعور الاجتماعي للفرد. لذلك فإنّ فهم الطبيعة البشرية أمر لا غنى عنه لكل إنسان ليعيش في توافق مع الجماعة.”