نبذة عن الكتاب
“قدّم لنا (العقاد) بين دفتَي هذا للكتاب، مقتطفات من تاريخ «سعد زغول» زعيم الأُمة وقائدها، ذاك الفلاح المصري الصلب الذي عمل قاضاه القضاء حيث سُجن وعَمِل به كمحامٍ، ذاق مرارة الظلم فعلِم قَدْر العدل، شعر بالقهر المحكوم على بلاده من قِبل احتلالٍ غاشم، أباح الأرض المصرية للمندوب السامي البريطاني ومستشاريه، يفرضون فيها سيطرتهم كأنّهم أهل البلاد فيمنعون عن أبنائها رزق بلادهم وخيراتها؛ فطعن ذلك قلبه وأدماه، فمضى يطرق ميادين الجهاد مطالبًا ومتسائلًا عن حق بلاده؛ فيطوف كل شبرٍ في أوروبا عارضًا القضية المصرية في كل محفل، لا ضرّه من خزاه، مضحيًا بعمرِه كله، يرافقه الشرفاء من زملائه؛ أولئك الذين وثق بهم الشعب مُفوِّضًا كوفدٍ للحرية. ونجده كذلك يجول البلد كلها، ينتقل بين القرى والمُدن ينشر حلمه ببلد حر مستقل، مزكيًا روح الانتماء والوطنية في صدور المصريين بُخطَبه الفصيحة النارية؛ ليوقد في أفئدتهم ثورة يتّحِد بها كلّ مصري على قلبِ رجلٍ واحد يردُّن لمصرهم كرامتها وحريتها وإن كانت من أيدِ أعتى الأُسود.”