نبذة عن الكتاب
“إنَّ مفهوم تاريخ العالم المعاصر يختلف كثيرًا عن أي حقبة سابقة، وهذا ليس لأنَّ العالم شهد حربين عالميتين، بل لأن أقدار القارات أصبحت متشابكة، ويؤثر بعضها ببعض، فالتاريخ المحليُّ وتاريخ العالم يُنِيران بعضهما البعض بشكل دقيق. لقد تطور مفهوم التاريخ الأوروبي بالكامل بحيث أصبح مُؤرِّخ أوروبا أقل اهتمامًا بتأليف تواريخ قومية منفصلة عن اهتمامه بتفاعلها ودمجها في حركات وتطورات أكبر وأكثر عالمية. فللمرة الأولى أصبحت قارات العالم مهمة بالنسبة لبعضها البعض، فالكساد الاقتصاديُّ في أيٍّ منها يؤثر على باقي القارات، وكذلك الأمر بالنسبة للثورات والحركات السياسية كالشيوعية والاشتراكية. إن هذا التأثير الدائم لأحد أجزاء العالم على جميع الأجزاء الأخرى هو الموضوع الأساسيُّ لتاريخ العالم خلال السنوات الأخيرة، أما كيف حدث ذلك، وماذا كانت ظواهره الرئيسية وعواقبه على الجنس البشريِّ، فهذه هي المهمة التي يحاول هذا الكتاب أداءها.”