نبذة عن الكتاب
“جالسة في ضوء الأباجورة الخافت لصالة الشقة ودون أن تغير ملابسها، لم تعرف ليلى متى غفلت وهي جالسة، لكنها لم تكن سوى دقائق معدودة حين سمعت ذلك الصوت الخافت الآتي من الزاوية المظلمة من صالة الشقة، وعندما اخترقت بعينَيها الناعستَين كثافة ظلام المكان… رأتها، كانت هي، الطفلة الصغيرة بنفس الملابس التي ترتديها في اللوحة، وقفت الفتاة موليةً ظهرها النحيل لليلى، تتكلم مع شخصٍ آخر غير ظاهر، وقبل أن تقوم ليلى بأي ردة فعل، تحركت الطفلة باتجاه المدفأة الحجرية وتبخرت في ثوانٍ، تلاشت كأن لم تكن، تاركةً وراءها على أرض الصالة وبالقرب من المدفأة تلك الورقة الصغيرة، أخذت ليلى تحدق فيها لثوانٍ ثم تحركت في تثاقل وحذر وانحنت لالتقاطها، كانت متسخة قليلًا بلونٍ رمادي داكن يحمل أثر بصمة صغيرة لطفلٍ أمسك بها لوقت طويل، وكانت الورقة تحمل كلمة واحدة فقط… (سارة).”