نبذة عن الكتاب
لم يحتمل قلبها الصغير الهزيمة، ولم يسعفها العمر بمزيدٍ من الوقت كي تعرف إن كان العائد من المنفى قد عاد، أو أن التيه الذي كتبت شيئًا عنه قد بدأ أو انتهى. قلبها الذي توقف عن النبض قبل عمر الأربعين كان شاهدًا على هزيمة 1967، وقبلها كان شاهدًا على تنقلها من منفى إلى آخر بعد نكبة 1948.
هكذا كانت سميرة عزام، تتحرك هي وشخوص قصصها وحكاياتهم بأسلوب قصصي خالٍ من الحبكة؛ هو سرد وتوصيف فقط، كأنه مشهد عابر كاللحظة التي نعيشها دون حبكة، لأن الحبكة الوحيدة في حياة الفلسطيني تتجسد في الماضي، في زمن توقفت حبكته عند النكبة. والإنسان الذي يُصارع الزمن في قصصها هو الفلسطيني الذي في مكانين: الوطن والمنفى، لكن بصفات لا يكون فيها بطلاً، بل يكون جزءًا من الحكاية التي لا بطولة فيها بعد التشرد أو اللجوء”.
كانت هذه الكلمات هي جزء من مقدمة كتبتها الصحافية الفلسطينية رولا سرحان عن المجموعة القصصية، الظل الكبير. تلك المجموعة البديعة التي تحدثت عن فلسطين الإنسان لا الأرض، تحدثت عن المجتمع وحياته العادية جدًا لكن بنكهة فلسطينية.