نبذة عن الكتاب

ترن كلمات الجد في أذني.
بعد انتهاء ليلة السنوية ورحيل الشيوخ كلماته ما زالت تثقب أذني كأنها رفيقة دربي، جملته الأخيرة التي نطقها في عشية موته وهو يُوصيني بأصيلة والدار وبكتاب الله الذي أحفظه. لماذا أورثني ذلك الهم الثقيل؟!
أصيلة تعرف أني مسافرٌ في الصباح ولا تكترث. انتظرت منها نحيبًا ونشيجًا. انتظرت أن تستدعي جفاء حافظ، ومآسي بركة، ووجيعة السنيورة، وصبر فادية، ووفاء ياسين، ووجع رضوان. انتظرت خطبة عصماء عن الماضي وأصالته، عن قلة أصلي وفصلي يليها أن ترقع بالصوت الحياني فيلْتَمّ كل رجال العزبة ثم تُشير إليّ قائلة: (ده ولد براوي!) فيبصق الرجال على وجهي ويحلفون ببركة وزمان بركة، لكن شيئًا من هذا لم يحدث.