نبذة عن الكتاب

“ببطء ولجنا الباب الرئيسي، لاحظنا وجود إطار الباب الخشبي فقط.
في تلك الحجرة المتهالكة في منزل محطم الأركان في جنح الليل سعيا خلف كنزنا المزعوم. السحر الذي سينتشلنا من عالم الأموات الملتصق بنا كالعلقة. بعد أن بدا لنا أن كل الأبواب للخروج من الكابوس اللعين باتت مغلقة، كأنها غلقت منذ ملايين السنين، ويبدو أنها لن تنفرج مرة واحدة.
كان حازم على درجة لا بأس بها من رقة القلب، أو كذلك كنت أظن، بينما كان اتهامه الذي لا ينضب هو أنني انسان متصلب القلب. لم يعنيني رأيه بأي حال. مهما كان الحال التي كنت عليها و لا زلت، تعجبني برضا تام.
حيث قناعتي التامة بأن الفناء هو نهاية كل شيء. في هذا العالم
لا توجد حقيقة واحدة يستطيع المرء أن يضع عليها إصبعه وهو مرتاح البال. لا حقيقة واحدة يمكن للمرء أن يراها رأي العين غير النهاية. برغم قسوتها الا أنها تحمل بين طياتها معاني التجدد والإفساح لظلال أخرى سرعان ما تذوب في العالم الآخر. هذا هو المعنى الذي كنت أفهمه كما خيل لي. نهاية الأشياء دائما ما تكون آية من آيات الأسى الذي جبل عليه الانسان الضعيف.. الانسان الحيواني القذر. لذلك تشبعت بشيء من اللامبالاة. غير أنه في أوقات عدة تسيطر علي الحيرة، في إن كان مبدأي على خطأ أو صواب. الحياة برمتها لغز، وضع الكثير منهجه لها، ولا يزال
الإنسان يتعثر بخطاه، ويكتشف جهله بأشياء كان يضع يده عليها ولم يرها، ذلك لأن الإنسان في الحقيقة، أعمى تماما، لكنه يأبى الاعتراف.
وأخيرا، تركت نفسي للريح.”