نبذة عن الكتاب
“ليلة التجلي”
رأيتها أول مرة في بهوِ العمارة، حين كنت أشرف على العمال بينما ينقلون ما تبقى لي من أثاث بعد طلاق شبيه بولادة متعسرة، مرت بجانبي وكأنني مخلوق من زجاج شفاف! انتشر عطرها في الجو نفاذا شهيا.
نسيتها بعد دقائق في زحمة النقل والترتيب والتركيب، فقد قضيت يوما شاقا أنهيته متكوما على الأرض، مفترشا بعض الأغطية أمام شاشة التلفاز، بعد أن فشلت فشلا ذريعا في تركيب سريري الجدِيد، رغم كل التعليمات المكتوبة في أزيد من خمسين صفحة! فأسندت كل القطع إلى الحائط حولها صناديق كتبي، الشيء الوحيد الذي لم تطمع فيه طليقتي، رمتني بالروايات التي كنت أهديها إياها، تلك الحركة التي جعلتني أزهد فيها بعدما كنت أستموت في إرضائها. الجاهلة الحقيرة! لم تنس أن تحصي الملاعق والسكاكين ثم تزهد في الكتب! هوت في عيني لدرك سحيق فتعذرت رؤيتها وتيسر النسيان.