نبذة عن الكتاب
الشيخ : الماضي لا ينتهي بانقضاء السنين؛ بل بانتهاء الآجال، ويوم ينتهي أجل فلان يبدأ ماضيه، إلا الذين خُلِّدت ذكراهم ولا يموتون بل هم في ذاكرة الحاضر والمستقبل، والشيخ حسن واحد من هؤلاء، غايب وذكره حاضر .. مش كده يا محمد يا ابني (قالها وهو يربت على كتفه) .
محمد : أيوا صحيح يا عم الشيخ سعيد، تعرف إن أنا حاسس إنه عايش جوايا، وإن موته كأنه إمبارح بس، وأنا فاكرها كأنها لسة النهاردة .. قام يصلي الفجر واتشعلقت فيه زي العيال الصغيرة، مرديش يسبني ولا حتى يصحي الست والدتي، خدني معاه وكان الجو برد والدنيا شبورة ومحدش شايف قدامه، ولما صلينا، خدني وراح يتمشى قريب من الساقية ولما قربنا عليها سمع والدي صوت بينادي عليه، إلحقني يا شيخ حسن، إلحقوني يا ناس، سبني وطلع يجري يغيث الملهوف، وبعد شوية سمعت صوته بيصرخ بأعلى ما فيه، حد ينجدني، إلحقوني باموت .. طلعت أجري زي المجنون مش عارف أعمل أيه، مش شايفه بس سامع صوته، أنادي عليه ويكلمني ، لحد محصل اللي حصل .