نبذة عن الكتاب
أنا لا أريد الهجرة من مكانٍ إلي مكان، بل من زمنٍ إلي زمن، من ضيقٍ إلي سِعَة، من حقدٍ إلي محبّة، ومن جهلٍ إلي معرفة، مَلَّت عيني مناظرَ مُعقّدة، ليس فيها من جمالٍ ولا رِقَّة، وسئِمَت روحي من أمورٍ مُركّبة، ليس فيها سعادةٌ ولا فرحة، كأنّي أسير علي شواطيء الخيال لأري أحلامي الغريقة في الحقيقة، أو كأنّي أصعد جبالاً فوق جبالٍ لِأَصِلَ إلي حبيبي يوماً أو دقيقة، أجزائي كثيرةٌ وأَصلِي واحدٌ ولكني مفقودٌ من ذاتي إلي نفسي الكُلّية، وآرائي قليلةٌ وليست مسموعةً لِأنّ آذانَ مَن حولي مسدودةٌ عند صوتي بالطبيعة، فما عُدت أدري هل أنا في مُصيبةٍ أم أنا المُصيبة، وهل واقعي وحياتي وما أطمح إليه أمورٌ سوف تتكون ذات يومٍ أو ذات ليلة، أم أَنّي رُكامٌ أو حُطامٌ أُريدَ بي أن أكون أَداةً في حياة مَن ليس لي بهم وصلٌ ولا صِلَة، وهل لا حل أبداً لهذه المُعضِلة ..