نبذة عن الكتاب
ما النفسُ الإنسانية إلّا وحشٌ نهمٌ أعمى، في حالةِ سعيٍ دائم لبسط السيطرة على صاحبه، مُسخرًا في سبيل ذلك كلَّ مواطنٍ قوته من إيمان ضعيف، وحب للشهوات، ومشاعر سلبية كالغضب والغيرة والحسد وتعظيم الذات.. حتى إذا تمكن من صاحبه وتسيّده حجب عنه كلًا من الحكمة والبصيرة؛ فيضحى آسير نفسه ذاك قانعًا بالبليد من التأويلات، عاجزًا عن رؤية ما تُخفيه أقنعة الابتلاءات؛ فيعجز عن اشتمام رائحة الجنان المُختبئة وراء المباني المتهدمة، والوجوه المُتعبة والثياب الرثة.. ويعجز عن الشعور بالشفقة على المعاناة المتسترة في ثياب الكلمات الفظة الجارحة، كما يعجز عن رؤية الخوف في عيون لم ترَ من الدنيا سوى العنف.
إنّ هذا الكتاب بمثابةِ تذكيرٍ متواضع لنفسي وغيري بمحاربةِ تلك النفس، ومُصاحبة تلك البصيرة؛ علَّنا نستطع يومًا التوقف عن إدانة الأناس والأحداث وفق ظاهرهم.