نبذة عن الكتاب
عادل بن أمين التاجر اشترى محشة حديثة تشاركه في عناء الحقول، كان الصباح يشتد حرّه شيئًا فشيئًا، لمّا رآه المغلوبون على أمرهم، ترقبت أنظارهم هذا الحدث الغريب، وهمّوا بالوقوف تاركين المناجل من أيديهم على الأرضِ، بعضهم ذهب بطيئًا وبعضهم ذهب هرولةً، يرفع ساقًا إلى أعلى والساق الأخرى لا تكاد تلمس الأرض.
ترك حمدة الراعي أغنامه -التي نفشت في زرع القوم- ليرى ما يراه الآخرون. ابن زغلول ترك أبيه يلهث بمنجله وفك من عقاله؛ ليرى هل سيتغير التاريخ؟! هل ستصبح الحقول يومًا ما رفيقة بهم بدلًا من العناء والتعب؟!
لبس عادل محشته الصينية بعد أنْ قام بتشغيلها، وهمّ يمينًا ويسارًا، تارة ينجح وتارة يشعر أنها تضيع من وقته.
الآخرون يحدقون فيها كأنهم يرون عجيبة من العجائب!
حدّث بعضهم البعض الآخر؛ أنّها رائعة لكنه لا يعرف كيف يديرها! وآخرون قالوا أنّها لن تنفعنا؛ فالمنجل ستظل إلى قيام الساعة يد الفلاح الأمينة.
كان الجميع قد قاموا للمشاهدة والفك عن قيودهم، إلّا زغلول لم يحرك ساكنًا، ولم يذهب إلى هناك؛ فهو يعلم أنّ الدنيا لم ولن تنجب مثل المناجل للفلاح.
أراد كل واحد منهم أن يعطي لابن أمين النصيحة في إدارتها الصحيحة؛ وكأنهم على عهد قديم بها!
قال عربي منصور لعادل: اجعلها سريعة حتى تنجز مهمتها.
رد عليه حمدي زوج سعاد: يا أخي لا تتعب نفسك كثيرًا؛ فهذه الآلة لا تصلح لنا؛ نحن خلقنا للشقاء والتعب في هذه الواحات، أتنقذنا هذه الآلة؟!