نبذة عن الكتاب
كان باب هذه الغرفة هشًا مُهلهلا غريب الطِراز .. ولا يظن الناظر له أنه بابٌ قديم الطراز أصيل، فهو مريب الشكل لا يوحى بالجمال العتيق .. كان يبدو وكأنه جزء لا يمت لباقي البيت بصلة، ومبتورًا منه لا يتماشى معه .. كالوحش الهجين .. وفُتح الباب من الداخل فجأة وخرج منه محمود منهكًا عارِ الصدر .. وعلى وجهه علامات الفجعة التي لا تستشف منها شيئًا غير الهول .. وانعطف في مسيرته البطيئة نحو غرفته .. وسريره الذي رقد بجثمانه فوقه .. قبل أن يُخرِج هاتفه الجوال ليشاهد بعض المقاطع التي يشاهدها باستمرار .. ويخرج ما في جعبته عليها .. بنهمٍ وعطشٍ شديدينِ .. وأيضًا بشعورٍ رهيبٍ بالذنب .. لأسبابٍ عديدةٍ لا تُعْرَفُ لها بداية من نهاية .. قبل أن ينام أخيرًا ليلحق بالطابور المدرسي صباحًا.