نبذة عن الكتاب
عرفت رجلين فقدا في عمر مبكر ما تعبا في جمعه لسنوات، شعر أحدهما باضطراب شديد وأتاح المجال للكدر والقلق واليأس، أما الآخر وعندما قرأ في صحيفة الصباح أن المصرف الذي أودع فيه نقوده كلها قد أفلس وأنه فقد ماله كله، قال بهدوء : حسناً لقد خسرت مالي ولن يعيده القلق أو الاضطراب، إنما العمل. ذهب إلى العمل بهمة متجددة وسرعان ما استعاد ما خسره، في حين أن الرجل الآخر الذي استمر بالتحسر لخسارته المال والتذمر من حظه السيئ (تحول) إلى ألعوبة وأداة في يد الظروف السيئة، وهذا في الحقيقة بسبب تفكيره في ضعفه و عبوديته للظروف. كانت خسارة المال لعنة بالنسبة إلى أحد الرجلين؛ لأنه ألبس الحدث أفكاراً سوداء موحشة، في حين كانت نعمةً بالنسبة إلى الرجل الآخر؛ لأنه أحاطها بأفكار القوة والأمل والمبادرة المتجددة.