نبذة عن الكتاب
أمسيتُ لا أعرفُ من أنا، باتتْ بصيرتي مقيدةً بما ارتكبته من أفعالٍ ولم تكُنْ هذه النهاية، بل كانتْ بدايةً جديدةً، بدايةً لحرب بيني وبين نفسي، وبعد عدة معاهداتٍ للسلام قُمت بها معي، اتفقنا نحن على أنْ نشاركك ما جرى، ما حدث لي في ذلك اليوم؛ حينما استقللتُ قطارًا لكي أذهبُ إلى مكانٍ لا أريدُ أبدًا أنْ أذهب إليه- تمامًا مثلك-، أو في تلك اللحظة التي تحولتْ بها عينيّ إلى عدستَيّ كاميرا سنيمائية التُقطتْ بها أفلامًا أبكتني، بل حتى وأكثر من ذلك؛ حيث علقتْ في رأسي على هيأة ذكريات، تلك اللحظة التي كسر بها أحدهم خاطري؛ حينما اختلط عليه الأمر بينه وبين تلك المزهرية الزجاجية الرائعة، يا إلهي كم بدا عليه الارتباك!- هذا ما رأيته أنا برأسي كي ألتمس العذر له لكنّه لم يحدث- عندما غامرتُ برحلةٍ إلى مكان لطالما حلمتُ بزيارته ولم أكن مستعدة لما حدث في تلك الرحلة، كنت سخيًا لتستلم رسائلي بودٍ دونما تجاهل، وكنت رحيمًا حينما لم ترمقني بنظرة عارٍ أو تخبرني بألا أكتب عن أي من مشاعري أو أفكاري الشائكة- المختلفة كما وصفتها أنت قبلًا- لأنّها ربما قد تجرح أحدهم، ستظل طرقي ممهدة إليك دائمًا وأنا كلي امتنان لذلك. لا أظنني انتهيتُ تمامًا من سرد كل محاولاتي، لكنك على الأقل تحمل الآن أحدها؛ محاولتي الأخيرة، المحاولة ٢٥٥٥.