نبذة عن الكتاب
لقد فعلت بنا الحداثة الأفاعيل، والتهمتنا وتركتنا حائرين مشتتين مشردين تائهين في الأرض وفي أنفسنا، أمسينا لا ندري من نحن وماذا نفعل في حيواتنا بالتحديد، حتى مشاعرنا صارت مرتبكة، صرنا لا ندري هل نشعر بالسعادة أم بالحزن أم بالحماس أم بالبلادة، بالحب أم بالكراهية، بالملل أم بالتوتر أم.. أم..؟
أحيانًا أشعر أن ما نحن فيه مثل سنوات تيه بني إسرائيل، (أربعين سنة يتيهون في الأرض)، نعم، نحن في سنوات تيه في أنفسنا، في عالمنا الغريب المُريب الذي لا تكاد تجد له نمط محدد، هل هو يسوده الشر المطلق، أم فيه الخير الكثير؟ هل هو عالم بائس تعيس بالفعل أم هو عالم مُشرق يبعث التفاؤل والأمل؟
وأنا.. هل أنا بالفعل ذو مبادئ، أم سأفقدها مع أول اختبار حقيقي وأقتلعها من جذورها؟
أين مكاني الحقيقي، أين وجودي الفعلي؟