نبذة عن الكتاب
أنت الذي سلمت برأيه وجعلته في مكانة الناصح الأمين وهو لا ناصح ولا أمين، بل هو فتات إنسان عجز عن إصلاح حياته فجاء إليك ليعطيك من أفكاره السامة؛ لتصلح أنت من حياتك، وفي الحقيقة أنه قد أمسك بك من عنقك وجعلك أداة في يده يحركها كيف يشاء كما يفعل إبليس بحايتنا فهو لا يأتي سوى في صورة الناصح.
وفي الحياة الدنيا يوسوس شياطين الإنس أيضًا في آذاننا لنتوهم أنهم يريدون بنا خيرًا، ولكن في الحقيقة أنهم لا يريدون منَّا سوى جعلنا عديمي الفائدة مثلهم، ومن الممكن أن يكون هم أيضًا قد تلاعب بهم أناس آخرون وأفسدوا أفكارهم وهم مثلنا ضحايا، ولكن إن لم نوقفهم عن حدهم فلن تتوقف دائرة الأشخاص المؤذيين وسنتحول جميعنا إلى مؤذيين وجناة وسنسوق بأنفسنا إلى المهالك.