نبذة عن الكتاب
“مقهى عتيق ما أن مررت بجانبه عدت بالزمن إلى مائة عام، احتفظ صاحبه وورثته من بعده بكل أثاثه تمسكًا بحقبة زمنية ليتها دامت، إذا تحدثت إلى أي من العاملين فيه شعرت أنك تستمع إلى مدرس للتاريخ ليس مجرد نادل في مقهى متواضع وكأن شرطًا لتوظيفيهم هو دراسة تاریخ سعد باشا زغلول ومصطفى باشا النحاس ومصطفى كامل، لا أصوات عالية ولا أغاني ركيكة المعاني،
أم كلثوم وعبد الوهاب شادية وعبد الحليم فريد الاطرش ومحمد فوزي هم رعاة رسميين للغناء في هذا المكان، طار لب ليساء منذ اليوم الأول الذي جلست فيه هناك، أمنيات لا حصر لها بالعودة إلى أيام الأبيض والأسود، أيام سعيدة يا هانم وبنسوار يا بيه الحناطير هي وسيلة المواصلات الرسمية لا عوادم ولا أبواق للسيارات، حدائق في كل مكان وحفلات لعبد الحليم مطربها المفضل في ليال الشتاء، ذهبت إليها كلما أطبقت الدنيا بذراعيها حول رقبتها مستنجدة بهوائها النظيف من عفن وعبث في كل مكان، تبتسم عندما يناديها النادل بمدموزيل ليساء فتنسى هم الحياة.”