نبذة عن الكتاب
“- بعض الناس يختارون الهروب عن المواجهة؛ لأن المواجهة ستطيح بهم بعيدًا، لكن الهروب يشعرهم بالأمان والاختباء في الظلام يهدئ من روعهم ويطمئنهم، ولكن اتخاذك قرار الهروب من المنزل مواجهة في حد ذاتها.
قطبت جبينها وقالت:
– كيف؟
– أنا أؤمن أن الهروب نوعان، هروب أبيض وهروب أسود، الهروب الأبيض هو ما فعلتيه، والهروب الأسود الذي نفضّل فيه الصمت عن الصراخ، أن نفضّل الكتمان على البوح بما في داخلنا، أن نختار الرضا بالأمر الواقع لأننا لا نقوى على رفضه.. أنتِ لم تخافي وخرجتِ عن عباءة مدينتك بأكملها، وذهبتِ لأرض جديدة تمامًا لترممي رُوحك وتعودين للحياة.
تنهدت وقالت بيأس:
– ولكني ما زلت بمفردي.
– من الجيد أن تكوني بمفردك في هذا الوقت حتى لا تتعلقين بأي شخص طيب ساعدك، في هذا الزمان الأشخاص الطيبون يرحلون في النهاية.
– هي نظرة واقعية تحرر الإنسان من الوقوع في الذكريات، لا تقعي في الذكريات يا فاطمة.
– أملك من الذكريات ما يعيدني دومًا للحياة.”