نبذة عن الكتاب
هذه الرواية، التي ألفها ويليام هوب هودسون عام 1912، عبارة عن رحلة خيالية مليئة بالصور الدراماتيكية والوحوش القبيحة والفظيعة. إنها قصة ملحمية تتناغم مع أساطير أورفيوس حول دخول رجل إلى العالم السفلي وأرض الجحيم ليتمكن من إنقاذ المرأة التي عشقها وصار مُتيمًا بها.
يعيش بطل الرواية اللحظة التي وُلِدَتْ فيها حبيبته، والتي تموت بشكل مأساوي أثناء الولادة. ومن حُسن الحظ أن بطل الرواية لديه القدرة على الحُلم بالمستقبل البعيد؛ حيث يتجسَّد هو وحبيبته (ميرداث)، فبينما هو في الماضي فهو على دراية بذاته المستقبلية. ومن المثير للاهتمام أيضًا أن التجسد المستقبلي يجعله قادرًا على أن يتذكر تجسده في الزمنين الماضي والحالي.ففي المستقبل، حيث موت الشمس، وتجمَّعتْ جميع بقايا الكائنات البشرية في الحصن الأخير، وهو عبارة عن هرم عظيم كبير تحاصره مخلوقات غريبة وممسوخة ومتوحشة يُطلَق عليها (الحُرَّاس). وحيث أن لم تكن هناك أية قوة لاتخاذ لوازم واستعدادات، فقد سُمِحَ لبعض القوى المخيفة أن يكون لها القدرة على التأثير في حياة البشر. تشمل هذه الوحوش الكائنات الصامتة والعملاقة وكلاب الصيد الليلية والأجساد القوطية والمستذئبين الذين يسكنون في مواقع معينة على أرض الظلام، مثل: (المكان الذي تقتل فيه الكائنات الصامتة)، و(أضواء المدينة الهادئة)، و(سهل النار الزرقاء).
في الواقع، تبدأ الحبكة أخيرًا بعد عدة فصول من بناء العالم عندما يدخل بطل الرواية في علاقة توارد خواطر بعيدة المدى مع امرأة ضمن مجموعة مفقودة على الجانب البعيد من أرض الظلام. إنه تجسُّد للسيدة ميرداث! إن تلك المجموعة المفقودة في حالة سيئة، حيث نفد (تيار الأرض)، والتربة سيئة وهجمات الوحوش متكررة. انطلقت الجيوش لإنقاذ المجموعة المفقودة وفشلت فشلًا ذريعًا. هذا يترك بطلنا فقط في رحلة عبر أرض الظلام والعودة مع الناجين.
وعلى أية حال، يعود بطلا الرواية إلى الهرم الأكبر (الحصن الأخير) بعد رحلة شاقة للغاية، وبعد قتال مرير في مواجهة تلك الكائنات الوحشية. إلا أن بطلة الرواية ستموت في طريق العودة إلى الهرم الأكبر. لكن، وبعد تدمير كل شيء في أرض الظلام، عادتْ البطلة إلى الحياة مرة أخرى عبر قوة الحب وقوته.
قال عن الرواية (لورد كلفن): (إن حسابات مبنية على فرضية أن الطاقة تأتي من انهيار جاذبية سحابة الغاز التي شكلت الشمس، ووجد أن هذه الآلية أعطت الشمس مدى حياة يبلغ بضع عشرات من ملايين السنين. وانطلاقًا من هذه الفرضية، كتب هودسون رواية تصف زمنًا نحو ملايين السنين في المستقبل، عندما تصبح الشمس مظلمة). ووصف (هوارد فيليبس لافكرافت) في مقالٍ له بعنوان (رعب الخوارق في الأدب) هذه الرواية بأنها: (إحدى أقوى القطع في أدب الرعب على الإطلاق).
عن المؤلف:
إنه الروائي والكاتب البريطاني ويليام هوب هودسون، الذي وُلِدَ في 15 نوفمبر 1877م في مقاطعة إسكس الإنجليزية، وقُتِلَ في 19 إبريل 1918م إبان الحرب العالمية الأولى عن عمر 40 سنة. كان برتبة ملازم في الجيش الإنجليزي. أنتج مجموعة كبيرة من الأعمال، تتألف من مقالات، وروايات قصيرة، وروايات، تغطي العديد من الأنواع المتداخلة بما في ذلك الرعب والخيال الرائع والخيال العلمي. استخدم هودسون تجاربه في البحر لإضفاء تفاصيل حقيقية على قصص الرعب القصيرة، والكثير منها يقع على المحيط، بما في ذلك سلسلة من الحكايات المرتبطة به، والتي تشكل (قصص سارجاسو سي). تتميز رواياته، مثل (The House on the Borderland) سنة 1908 و (The Night Land) سنة 1912، بموضوعات كونية أكثر، لكن العديد من رواياته تركز أيضًا على الرعب المرتبط بالبحر. في بداية حياته المهنية في الكتابة، كرَّس هودسون جهدًا للشعر، على الرغم من أن القليل من قصائده نُشرتْ خلال حياته. كما اجتذبَ بعض الأشعار كمصور وحقق شهرة في لعبة كمال الأجسام.