نبذة عن الكتاب
تنتهي ساعات الليل الهادئة بسرعة في هذا الشارع الكائن بعابدين؛ لتنبلج الحياة مع ظهور أول خيط أبيض للصباح، فيلتقطه خباز الفرن ودراجة بائع اللبن وغيرهما من الساعين إلى أرزاقهم اليومية، ولكن في منزل الحاج كمال توحيد مصطفى تندمج ساعات الليل بالنهار، حيث تعجز زوجته الشابة سهام عن التمييز بينهما؛ فلا راحة مكتوبة لها ليلًا أو نهارًا منذ أن سقط الحاج كمال فريسة للمرض، حدث هذا من وقت أن تقاعد الحاج عن العمل وكأنه اختار أن يتقاعد عن الحياة كلها، فقد أصيب بمرض في رئتيه أعجز الأطباء وأعيا زوجته بخدمته، فحالته تسوء من أقل نشاط، ولا يستطيع النوم من السعال، وتحتم عليه أن يلازم الفراش.