نبذة عن الكتاب
“أنا لا أدري لِمَ لم يبتسم لي حظ هذا البلد مثلما افترّ فاه لأسلافي المُنقِّبين، وحقَّق لهم أمنياتهم، إن الجميع يسلك طريق مصر تاركًا اسمّا طافئ الذكر في بلده، يقضي عدة أعوام يَظَلّ خلالها يُنقِّب بشراهة، ثم يعود إلى بلده ظافرًا بثروة وبمجد وبذكر خالد في التاريخ، فلماذا إذًا تم استثنائي من هذه القاعدة؟ لماذا شاكت في وجهي أنا بالذات؟ ألم آت إلى منبت المجد ومنبع الفخر وفلك الحضارة كما يطلق المصريون عليها؟ لقد أطلقوا على “”شامبليون”” لقب الأب الحقيقي لعلم المصريات، وبعد أن كان ابنًا لبائع كتب فقير في فرنسا، أسمع الآن أنهم يبنون له متحفًا في مسقط رأسه بفيجاك، واحتفظوا باسم “”بلزوني”” كأحد مشاهير المُنقِّبين في التاريخ، في حين أنه قضى شبابه عاطلًا يطوف الأسواق والمسارح من أجل حفنة من الطعام، جميعهم قد أوصلتهم الآثار المصرية إلى كل ما ابتغوه من مجد وشهرة، فلماذا أنا لا؟!”