نبذة عن الكتاب
“أيُّهُمْ أحسنُ عملًا؟
إنَّ النفس البشريَّة متى اتبعتَ أهواءَها أرهقتْكَ، وأذَّلتْكَ؛ فتصبح في تكلُّسها مثل الحجارة أو أشد قسوةً.
وإذا أحسنتَ تأديبَها تحطَّم برجُ كبريائها، وضعفتْ، وصارتْ مَرِنةً كالصلصال.
أمَّا القلوب متى امتلأت بالكراهية أَذنتْ بهلاك الأخلاق، وإذا ذهبت الأخلاقُ ذهبتْ معها كُلُّ الفضائل.
وفي خضم صراع الإيمان والنفس، والعقل والقلب، يستمرُّ الإنسان في سَكْرِتِهِ لاهثًا وراء حياة فاتنة، تستدرجُهُ بإغواء أنثى ساحرة؛ فيركضُ المسكين وراء السراب لضَعف حيلته، بينما روحُهُ تشيخُ فوق صهوة العَجَل لفَرط غفلتِها؛ فيتآكلُ المسكين إلى أن ينطفِئ ما تبقَّى مِنْ فتيل العُمر.
بينما نركضُ لاهثِينَ وراء أحلامنا، في بلاهةٍ، لفرط غفلتِنا، وهي تختفِي كالسَّراب، تنبثقُ لنا من العتمة
رحمةُ الله تعَالَى كالفوانيس في السماء، تتدلَّى قَاب قوسينِ أو أدَنْى مِنْ رؤوسنا ، تنتظرُ السُّؤال والمَدَد.”