نبذة عن الكتاب
إِنها روايةٌ عن كذبةٍ صغيرةٍ بيضاء، فَمَنْ مِنّا لا يمتلك بعض الكذبات البيضاء في حياته؟ فقد كذبتُ بِدَوْرِي بالماضي؛ كذبتُ حينما أخبرتُ أمي أنني أُحِبُّ السمك وأنا لا أُحبه، ولكنني أَحببتُه اليوم من أجلها، كذبتُ حينما خسر الزمالك، وقُلْتُ إنَّ الأمر لا يستحق الحزنَ، ولكنني بكيتُ بكاءَ طفلٍ فَقَدَ أُمَّهُ، وكذبتُ عليكِ؛ كذبتُ حينما أخبرتُكِ أنني أستطيع تجاوزَكِ، ولكنني لم أستطع.
الكذبُ لا يقتصر على قول الكلمات فقط؛ فعيناي كذبت حين رأتْكِ مصادفةً بالطريق، وحَلْقي الكاذبُ جفَّ بِحُجة أن اليوم كان حارًّا، يداي ارتعشت فكذبت بحجة أنها تحمل حقيبتي الثقيلة، ولكن قلبي ظلّ صادقا، ولم ولن يكذبَ يومًا، ولكن ما نفع صدقُ قلبي وهو محاطٌ بجسدي الكاذب، فقط أخبرَنِي أن أُكمل طريقي، وأن أستمرّ بالكذب على نفسي، وأُرَدِّدُ قائلًا: أنا لا أحبكِ، أنا سعيد، وإنها كذبة بيضاء، لعلها إحدَى كذبات أبريل.