نبذة عن الكتاب
“الملل هو أساس الحياة؛ الملل هو الذي اخترع الألعاب واللهو والروايات … والحب.” يقول ميغيل دي أونامونو.
لاشك أن من أكثر ما نتذكره في مسيرتنا الدراسية، شعور الملل. ولكل منا أسلوب في التعامل معه. فكان الغياب والنكتة وإثارة المتاعب والشغب. وكانت الحفلات والفسحات … وكثير من المباريات. لكن أصحابنا في الرواية تهبهم الأقدار مسابقة تزيح عنهم رتابة الدراسة – وبالمناسبة، يجب معاقبة من جعلها رتيبة مضجرة –. تُخرج المنافسات منهم أفضل ما جبلهم عليه الخالق، وتضغطهم ضغطا يزيد جمالا كلما اشتد. تكسر بعض حدود الجغرافيا، وتوصلهم إلى آفاق بهية.
الانتباه الشديد للتفاصيل، وسبر الثنايا والتضاعيف، مفتاح فك الرسالة، وفهم الغاية. فالنص يمور في طيف مديد بين البين الجلي، والغامض المبهم، والمعقد المُلْغَز. فحدث أو فكرة عابرة في موضع ما، قد لا يُنتبه لأهميتها، تكون أساسا لتطورات دراماتيكية غير متوقعة. ولو انتابكما الفضول، فعليكما – عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة – قبل الفهرست بالمقدمة، لمزيد اطلاع ودراية. عسى أن تَكْـلفا وَلَعًا بالرواية.