نبذة عن الكتاب
صاح “رزق” بضراوةٍ كبيرة و هو يرفع البلطة و يهوى بها بكل قوته فوق الجدار
محطمًا ما استطاع، بلا كلل و لا تعب، واصل الضرب فوق الحجارة القاسية، مرة، إثنان، ثلاث… عشرة !!!
ثم توقفت اعضاؤه قاطبةً عن العمل للحظة …
عندما برزت قطعة من القماش الأبيض المصفرّ خلف بقايا الجدار نصف المهدوم، سرعان ما انتزع نفسه من حالة الشلل الفجائي تلك و أنقض بيديه المجردة الآن لينزع بقية الحجارة بنفسه
و عند قطعة معيّنة، سقط الكفن و كأنه شبحًا تبخر و لم يترك سوى قطعة من القماش ..
لكن أذنيه ميّزتا صوت لقلقة العظام فوق الأرض، و عيناه قد اصطدمت للتو بالخصيلات الشقراء الزاهية التي يعرفها جيدًا
إنه شعر أمه الذي لم يشيب أبدًا …
-آااااااااااااااااااااااااااااااااااااه !!!!!
هكذا أطلق “رزق” آهةٍ مكلومة و هو ينهار على ركبتيه إلى جانب جثة أمه البالية.. بقاياها
صار يبكي كالاطفال و يندب كالنساء دون يجرؤ على الاقتراب أكثر
لقد كانت هنا.. طوال هذا الوقت كله… لقد كانت هنا !